تحتل الأمثال الشعبية مركزاً مرموقاً في التراث ، وتعكس مفهوم المجتمع للحكمة والفلسفة والتاريخ والعقائد والدين وشتى مناجي الحياة الإنسانية و خاصة في الريف فقد تعوّد الريّفي أن يلقي جملاً ، في بوحٍ وعفويٍ تلهج بها العامة وتناقلها بسرعة فتجسدها حكماً يثبتها التكرار ومرو الزمن . وهذا ما يرسخها في النفوس، فترددها الألسن جيلاً بعد جيل لجمالها وجرسها اللفظي وحسن وقوعها وسهولة حفظها .
ويشغل المثل الشعبي في كل المجتمعات حيزاً هاماً من التراث الوطني .. وهو في ذلك يتماشى مع العادات والتقاليد التي تحكم العلاقات بين أبناء الجيل الواحد الذين يعيشون على أمجاد هذا التراث ويغنونه في مناسباتهم واحتفالاتهم بفخر واعتزاز وحنين دائم العودة إلى الجذور .
والبيئة الصالحة لشيوع المثل هي البيئة الريفية حيث يكثر الأميون الذين يتأثرون بالأمثال ويعجبون بها فيحفظونها وينقلونها أكثر من المثقفين الذين يعتمدون القراءة والكتابة في ثقافتهم .
أن غالبية الأمثال الشعبية حافظت وما تزال على لغتها العامية
وتناقل الأمثال عبر الأجيال الطويلة يظهر أيضاً قوة تأثيرها ومدى منفعتها . فما صمد منها عبر الزمن ، وحافظ على قوته وشموليته ، هو ذلك المثل الذي يعبّر عن معانٍ ساميةٍ ، أو يحمل حكمة وخبرة ، أو يمثّل مدرسة حياتية
لكل مثل قصة :
و من هذه الأمثال
- " من قلة الرجال ، صار الديك أبو علي " :
يحكى أن أرملة شابة كانت تقطن في جانب موحشٍ من أحياء قرية شمالية . وكانت ، كلما سمعت حركة بجانب بيتها ، خافت فنادت لرفيقها " أبو علي " طالبة منه إحضار " البارودة " أو العصا أو غير ذلك ، قاصدة إخافة من يتجاسر على التفكير بالتعدي على أملاكها
- أعزب دهر ولا أرمل شهر :
فمن يبقى عازباً لا تتغير عاداته ويمكنه متابعة حياته العادية دون صعوبة تذكر . أما من يتزوج ، فيتغير نمط حياته وعاداته بشكل يصعب عليه العودة إلى ما كان عليه قبل الزواج .
- " مثل عزيمة الحمار عالعرس " :
يطرح هذا المثل نفسه عند دعوة أحد الأشخاص إلى احتفال أو مناسبة عامة ، ليس للإحتفاء به وتكريمه أسوة بباقي المدعويين ، إنما للإفادة من إمكاناته في التنظيم أو النقل أو الغناء أو الرقص أو خدمة الموجودين .
وتفاصيل القصة أنه أقيم عرس في القرية دعي إليه جميع سكانها حيث نظم احتفال كبير بالشراب والطعام والرقص والغناء ، ودام حتى الفجر . وقد دعي حمار الجيران الذي شارك في تحمل أعباء نشاطات الحمل والنقل والعتالة خدمة للحاضرين . وتمشياً مع خرافة الحيوان التي تنطقه وتجعله يفكر ويتحسس الأمور . فقد ذهب هذا القول مثلاً .
- " اللي دري دري ، ول ما دري قال كف عدس " :
يطلق هذا المثل عندما يتدخل أحد لحل خلاف يجهل باطنية أسبابه . وتفاصيل القصة إن أحد المزارعين القرويين درج على تكليف فعلة لمساعدته في قطف مواسمه الزراعية ، ومنها موسم العدس الذي كان ينقله إلى البيادر لدرسه . وفصل العدس عن القش . وكانت ابنته الحسناء تساعده أيضاً في عمله .
وصدف أن دعي الملاك لمعالجة بعض أموره ، فغاب عن البيادر فترة من الوقت كانت كافية أمام أحد العمال لإغواء الإبنة . ولما عاد صاحب العمل شاهدهما في وضع مريب ، فثارت ثائرته وحاول معاقبة الجاني ، لكنه خاف الفضيحة ، مفصلاً التريث . وراح ينتظر على مضض مناسبة للإقتصاص منه . وقد سخت الفرصة عندما أقدم الشاب على سرقة بعض العدس ، فشاهد صاحب الرزق ولاحقه وانهال عليه ضرباً مبرحاً لا يتناسب حجمه وقساوته مع الجرم الظاهر . ولما عاتبه الباقون بسبب عدم تكافؤ القصاص مع الهفوة المرتكبة ، قال بقلب مجروح : " اللي دري دري ، ول ما دري قال كف عدس " فذهب قوله مثلاً .
ويشغل المثل الشعبي في كل المجتمعات حيزاً هاماً من التراث الوطني .. وهو في ذلك يتماشى مع العادات والتقاليد التي تحكم العلاقات بين أبناء الجيل الواحد الذين يعيشون على أمجاد هذا التراث ويغنونه في مناسباتهم واحتفالاتهم بفخر واعتزاز وحنين دائم العودة إلى الجذور .
والبيئة الصالحة لشيوع المثل هي البيئة الريفية حيث يكثر الأميون الذين يتأثرون بالأمثال ويعجبون بها فيحفظونها وينقلونها أكثر من المثقفين الذين يعتمدون القراءة والكتابة في ثقافتهم .
أن غالبية الأمثال الشعبية حافظت وما تزال على لغتها العامية
وتناقل الأمثال عبر الأجيال الطويلة يظهر أيضاً قوة تأثيرها ومدى منفعتها . فما صمد منها عبر الزمن ، وحافظ على قوته وشموليته ، هو ذلك المثل الذي يعبّر عن معانٍ ساميةٍ ، أو يحمل حكمة وخبرة ، أو يمثّل مدرسة حياتية
لكل مثل قصة :
و من هذه الأمثال
- " من قلة الرجال ، صار الديك أبو علي " :
يحكى أن أرملة شابة كانت تقطن في جانب موحشٍ من أحياء قرية شمالية . وكانت ، كلما سمعت حركة بجانب بيتها ، خافت فنادت لرفيقها " أبو علي " طالبة منه إحضار " البارودة " أو العصا أو غير ذلك ، قاصدة إخافة من يتجاسر على التفكير بالتعدي على أملاكها
- أعزب دهر ولا أرمل شهر :
فمن يبقى عازباً لا تتغير عاداته ويمكنه متابعة حياته العادية دون صعوبة تذكر . أما من يتزوج ، فيتغير نمط حياته وعاداته بشكل يصعب عليه العودة إلى ما كان عليه قبل الزواج .
- " مثل عزيمة الحمار عالعرس " :
يطرح هذا المثل نفسه عند دعوة أحد الأشخاص إلى احتفال أو مناسبة عامة ، ليس للإحتفاء به وتكريمه أسوة بباقي المدعويين ، إنما للإفادة من إمكاناته في التنظيم أو النقل أو الغناء أو الرقص أو خدمة الموجودين .
وتفاصيل القصة أنه أقيم عرس في القرية دعي إليه جميع سكانها حيث نظم احتفال كبير بالشراب والطعام والرقص والغناء ، ودام حتى الفجر . وقد دعي حمار الجيران الذي شارك في تحمل أعباء نشاطات الحمل والنقل والعتالة خدمة للحاضرين . وتمشياً مع خرافة الحيوان التي تنطقه وتجعله يفكر ويتحسس الأمور . فقد ذهب هذا القول مثلاً .
- " اللي دري دري ، ول ما دري قال كف عدس " :
يطلق هذا المثل عندما يتدخل أحد لحل خلاف يجهل باطنية أسبابه . وتفاصيل القصة إن أحد المزارعين القرويين درج على تكليف فعلة لمساعدته في قطف مواسمه الزراعية ، ومنها موسم العدس الذي كان ينقله إلى البيادر لدرسه . وفصل العدس عن القش . وكانت ابنته الحسناء تساعده أيضاً في عمله .
وصدف أن دعي الملاك لمعالجة بعض أموره ، فغاب عن البيادر فترة من الوقت كانت كافية أمام أحد العمال لإغواء الإبنة . ولما عاد صاحب العمل شاهدهما في وضع مريب ، فثارت ثائرته وحاول معاقبة الجاني ، لكنه خاف الفضيحة ، مفصلاً التريث . وراح ينتظر على مضض مناسبة للإقتصاص منه . وقد سخت الفرصة عندما أقدم الشاب على سرقة بعض العدس ، فشاهد صاحب الرزق ولاحقه وانهال عليه ضرباً مبرحاً لا يتناسب حجمه وقساوته مع الجرم الظاهر . ولما عاتبه الباقون بسبب عدم تكافؤ القصاص مع الهفوة المرتكبة ، قال بقلب مجروح : " اللي دري دري ، ول ما دري قال كف عدس " فذهب قوله مثلاً .